النوم ضرورة صحية للجسد والنفس
******
يشكل النوم وظيفة حيوية أساسية ومهمة للصحة النفسية والجسدية. فبدون فترة كافية من النوم الصحى العميق تنحسر قدرة الإنسان وطاقته فى مواجهة أعباء يومه، فالحرمان من النوم يؤدى إلى تشتيت الذهن ونقص التركيز واختلاط الأمور على الإنسان. فليس أدل على ذلك من حوادث الطريق الكارثية نتيجة نعاس السائقين.
النوم أيضا مرتبط بتجديد وظائف الجسم المختلفة خصوصا فيما يتعلق بجهاز المناعة، والذاكرة، والتخلص من المواد الضارة التى تتراكم فى الدم نتيجة لآلاف العمليات الحيوية التى تنشط فى ساعات نهار الإنسان لتمده بالطاقة على التفكير والعمل.
اليقظة والنوم وجهان لعملة واحدة فإذا امتلأ يوم الإنسان بأنشطة عدة وجب عليه أن يتنبه لضرورة النوم لفترة كافية إذ إن يومه يعد برنامجا فسيولوجيا يجب استيفاء أركانه.
النوم إما مرة واحدة متصلة طويلة تستغرق ما بين ست وثمانى ساعات أو فترة قصيرة من خمس إلى ست ساعات يسبقها أثناء النهار إغفاءة قصيرة فى وسط النهار.
وهى فترة الراحة القصيرة أثناء النهار التى يدمنها الأوروبيون خصوصا فى إيطاليا وإسبانيا.
قد يعتقد البعض أن النوم حالة من النشاط السلبى كحال الإنسان المخدر، على العكس فالنوم حالة من النشاط الإيجابى فقد تخبو أثناءه أنشطة عديدة لكنها تظل كالنار تحت الرماد فالإنسان إذا أيقظته يستعيد كل قدراته وأنشطته الذهنية والجسدية خلال دقيقتين فقط على الأكثر.
والجدير بالذكر أن أنشطة المخ التى تتحكم فى مشاعر الإنسان وعواطفه وقدراته على اتخاذ القرارات والتفاعل الاجتماعى تنحسر أثناء النوم وتخبو لكن هذا دليل على أنها تحتاج النوم العميق لدعم عملها أثناء اليقظة.
يحافظ النوم أيضا ويدعم الحالة الذهنية للإنسان فالحرمان من النوم لمدة طويلة يؤدى للهذيان والهلاوس بينما الاستيقاظ بعد فترة نوم هانئة كافية يشحن الذهن ويوفر صفاء لازما للإدراك وحسن التصرف.
الأرق واضطرابات النوم أعراض شائعة يعانى منها إنسان المدنية الحديثة فليس هناك من أرقه القلق أو أقض نومه الخوف من أيام قادمة لكن يظل فى حدود العرض إذا ما تواتر فى فترة قصيرة وانتهى بانتفاء السبب، لكنه قد يتطور إلى حدود المرض مما يستدعى اللجوء لطبيب متخصص فى اضطرابات سلوكيات النوم.
للأرق أسباب كثيرة منها التوتر والقلق والاكتئاب وتناول المشروبات المحتوية على الكافيين بكثرة كالشاى والقهوة والشيكولاتة. التدخين أيضا يصاحبه الأرق كذلك بعض الأدوية تسبب اضطرابا فى النوم. وقد يكون الأرق عرضا ثانويا لمرض لذا يجب مراجعة الأسباب التى يمكنها أن تحرمنا من غفوة هانئة أو ليلة هادئة لنستعيد قدرتنا على النوم الصحى.
_________________
منقول ......