أن يتنقل لاعب كرة قدم بين تسعة أندية خلال عشر سنوات، فهذا يعني أنه لا يصلح للخوض غمار هذه اللعبة والمشاركة في مبارياتها, لكن الحال بالنسبة لنجم منتخب إيطاليا لوكا توني مختلف تماما, فتنقلاته العديدة بين الأندية التي شارك في صفوفها لم تكن لسوء أدائه، وإنما لروعته ولتميزه بتسجيل الأهداف من كافة المواقع وبكافة الطرق ومهما كانت الظروف.
ويمكن وصف لوكا توني بأنه هداف بالفطرة، لأن الشباك في كل مرة تتلقى فيه أهدافه، تشعرها وكأنها تفتح ذراعيها لها.
ويتميز اللاعب الإيطالي بتسديد ركلات الجزاء، فنسبة تحويله هذه الكرات إلى أهداف بلغت في الموسم الماضي نحو 92%، أي أنه نادرا ما يخطئ عندما يتواجه مع الحراس من هذه النقطة.
تسعة أندية
بدأ لوكا توني مسيرته الاحترافية مع المستديرة في العام 94 ولم يكن يبلغ السابعة عشرة من عمره مع فريق مودينا، في الدرجة الثالثة، واستطاع تسجيل سبعة أهداف خلال 32 مباراة على مدار موسمين، شارك فيها كلاعب احتياطي أكثر مما شارك كأساسي.
وفي العام 1996 انضم إلى صفوف إمبولي، في الدرجة الثانية، ولم يشارك إلا في ثلاث مباريات سجل خلالها هدفا واحدا، وانتقل سريعا إلى فيورينسودا في الدرجة الثالثة أيضا، والذي سجل له هدفين في 26 لقاء.
وواصل لوكا توني تنقلاته بين أندية الدرجتين الثانية والثالثة ولعب في العام 1998 مع لودجياني ومن بعدها تريفييزو في العام التالي، حيث سطع نجمه بتسجيله 15 هدفا.
الدرجة الأولى
وفي العام 2000 لعب لوكا توني مع فيتشينزا ليكون هذا أول ظهور له في الدرجة الأولى الإيطالية واستطاع تسجيل تسعة أهداف في 31 مباراة.
بعد ذلك انتقل إلى نادي بريشيا ليكون في فريق واحد إلى جانب نجم إيطاليا الأول حينها روبرتو باجيو، وسجل 15 هدفا في 44 مباراة على مدار موسمين.
وكان العام 2003 عام خير على لوكا توني رغم عودته إلى الدرجة الثانية بانضمامه إلى نادي باليرمو حيث ساهم بشكل فعال في حصول النادي على لقب دوري الدرجة الثانية بعد إحرازه 30 هدفا خلال الموسم.
وبسبب أدائه الجيد شارك لأول مرة في منتخب إيطاليا, وتابع تهديفه الكثيف في الموسم التالي بتسجيل 20 هدفا مع نفس الفريق، ليجعل الأنظار تتجه نحوه من كافة الفرق الكبيرة التي تهافتت للحصول على توقيعه لكنه فضل فيورنتينا الذي دفع المبلغ الأكبر والذي وصل إلى 30 مليون يورو.
رقم قياسي
وتكللت عودة لوكا توني للكالتشيو بالنجاح العظيم، فسجل في الموسم الماضي 31 هدفا معادلا بذلك الرقم القياسي لتسجيل الأهداف في موسم واحد، إذ لم يستطع أي من هدافي الدوري الإيطالي تخطي الرقم 30 منذ العام 1958، ومانحا فريقه التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، باحتلالهم المركز الرابع على لائحة الترتيب العام، لكن فضيحة التلاعب في الكالتشيو الشهيرة حرمتهم من هذه الفرصة الذهبية.
نجاح دولي
وعلى صعيد المنتخب الوطني فقد لعب لوكا توني أول مباراة له مع الأزوري في 18 آب/أغسطس 2004، كلاعب احتياطي في مباراة ودية ضد منتخب أيسلندا لكرة القدم.
وكان هدفه الدولي الأول في الرابع من أيلول/سبتمبر 2004، وكان في مرمى النرويج، رغم أنه بدأ المباراة على مقاعد البدلاء وكانت ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2006.
بدأ لوكا توني أول مباراة له كلاعب أساسي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام في مباراة ودية ضد منتخب فنلندا. وتسلم شارة قائد الفريق لأول مرة في 11 حزيران/يونيو 2005 في مباراة ودية أمام منتخب الإكوادور غاب عنها الكثير من اللاعبين الأساسيين.
سوء حظ
وفي كأس العالم الأخيرة التي جرت في ألمانيا، عاند الحظ لوكا توني كثيرا، وساهمت الأخطاء التحكيمية في عدم قدرته على الظهور بالشكل الذي كان ينتظره محبوه وعشاق المنتخب الأزرق، لكنه انتفض في الربع النهائي وسجل هدفين في مرمى منتخب أوكرانيا ليساهم بنقل بلاده إلى نهائي المونديال الذي رفع كأسه مع زملائه بوفون ودل بييرو وتوتي وكانافارو...
وعلى مدار سنتين مع المنتخب الإيطالي شارك لوكا توني بـ26 مباراة وسجل عشرة أهداف.
احتفال مميز
والجميع ينتظر اللحظة التي يسجل فيها لوكا توني هدفا، لرؤية طريقته المرحة والطريفة بالاحتفال بالهدف والتي أصبحت علامة مسجلة ولازمة يكررها كلما هز الشباك.
فالحركة التي يقوم بها برفع يده اليمنى والتلويح بها ترافقه بحسب تصريحاته منذ الهدف الأول الذي سجله في مسيرته الكروية، فأعجبته وأعتمدها، ويشرح لوكا توني الحركة بقوله: "إنها باختصار تعني أنني مجنون بكرة القدم".
بطاقة تعريف
الاسم: لوكا توني
تاريخ الولادة: 26/أيار/مايو/1977
مكان: الولادة: بافولو نيل فريغنانو (إيطاليا)
المركز: مهاجم
الرقم:30
النادي الحالي:روما
الأهداف في الدوري: 141 هدفا في 323 مباراة.
الأهداف الدولية: عشرة أهداف في 26 مباراة.