موضوع: شياطين القلم:. الخميس أبريل 01, 2010 6:56 am
شياطين القلم
لو كنت أعلم أن هذه هي المرة الأخيرة التي سأراك فيها لأخبرتك كم أحبك ولضممتك بقوة الى صدري ولبحت بما أكن لكي في قلبي ولقرأت لكي كل القصائد والمنمنمات التي كتبتها لكي
لو كنت أعلم أن هذه هي الدقائق الأخيرة لي لأخبرتكم جميعا كم كنتم لطفاء وكم كنت قاسيا وكم كنتم مهمون لي وكم كنت سعيدا في حياتي الى جانبكم لأخبرتكم كم احبكم جميعا دون استثناء
هذا ما قد نفضل ان نقوله الى الجميع حولنا قبل الرحيل والارتحال قبل النوم الى يوم الميعاد لكننا لا نعلم ساعة الوداع تأتي بغتة تزحف ببطئ نحوك دون شعور بأنها قريبة ولاشك في مجيئها فهي لا تتأخر دقيقة.
لذلك سأرسم اليوم صورة اخرى على أنغام معزوفة فريدة يعزفها شيطان مع فرقة الموسيقى وربطة عنقه الأنيقة، وجمهور يصفق بقوة ويبتسم له ولا يريد سماع الحقيقة، وكأنه اعمى أو ابكم وكأن في رأسه ورم خبيث وربما مصاب بالشقيقة، أتاني في وضح النهار بكل وقاحة لم يخف من نور الشمس كالبقية بل أتاني ووقف أعلى قلمي يحمل في يديه سلال الخطية، لم يخف أن اكتب عنه بسوء او أسية ،نظرت اليه فرأيت في صدره حب مسلوب مشاعر انسانية دموع قصائد غزلية
سألته ما تحمل في صدرك.
فأخبرني انه سارق الحب من القلوب سارق الأوقات الذهبية والكلمات الملائكية.
من شدة مكر هذا الشيطان بتنا نرى فيه الصواب وقد تبدو للبعض صوره واضحة وعميقة؟
هو شيطان الكره والبعد والجفاء معه أوتاره الغريبة معه قوارير من الهواء يدخلها في قلوبنا كما تدخل الغيوم في كبد السماء فتصبح أمراض وارام لكنها لقلوبنا للأسف اعز صديقة.
يدخل في عقولنا حقائق مزيفة اوهام مختلقة قصص مفتعلة يبعدنا عن الجميع يدخلنافي منطقة باردة نصاب بالبرد والصقيع فيتحجر قلبنا تجاه الأحباب ولا نذكرهم الا ساعة الرحيل عندها تنهمر الدموع ويملئ القلب ندماً لكن للأسف فلا يمكن عنده الرجوع، لأن القصة تنتهي ويقفل الكتاب ويختم الموضوع عندها الى رب السموات والأرض تحمل الروح وفي القبور يكون المسكن والهجوع وننادي بشوق الى احبابنا ننادي بقلب متصدع موجوع
لماذا نسمح لذاك الشيطان ان يفرق الاحباب والجموع لماذا نبتعد عن اصدقائنا واخوتنا واحبابنا لماذا فاليخبرني احدكم لماذا؟
اخبرته ان يذهب من هنا فليس له في قلبي مكان ففي ثناياه من الحب ما يكفي كل البشرية في قلبي الصغير مالا يتحمله ولا تتصوره كل السطور فللحب معي قصص قصية وحكايا خيالية فذهب ذاك الشيطان مهزوم مذلول يجر وراءه الخيبة وارجوا أن يكون نجمه الى افول
ان للمحبة معنى دقيق يدق عن الأفكار ،ويخفى عن الأسرار فهي للخواص نور وللعوام نار، ما علق الحب بقلب امرئ ولا حل به الا تلاشى واضمحل، فالحب حرفان حاء وباء فحاؤه حتف وباؤه بلاء فهو في الحقيقة داء يستخرج لذائقه من صفو رائقه دواء وشفاء، فأوله فناء وآخره بقاء ،وظاهره تعب وعناء ،وباطنه سرور وهناء وهو لمن جهله شقاء ولمن عرفه شفاء، فالناس في المحبة على أنواع و أجناس ،ومحبوا الله هم خلاصة الناس ،ومحبوا الله هم خلاصة الناس